توظيف
أنماط التعلم في التدريس
كتبته المشرفة التربوية
شيخة السعدية
من
المعلوم أن لكل متعلم نمط تعلم مختلف عن أقرانه، يستطيع من خلاله أن يفهم
المعلومات ويحفظها ويستطيع استرجاعها مرة أخرى بسهولة، ولكن السائد في التدريس هو
نمط التعلم السمعي المتمثل في عرض المعلومات وشرحها في أسلوب المحاضرة، أو الحوار
والمناقشة. فأين تنوع أنماط التعلم أيها المعلم؟
أثبتت
الدراسات الحديثة أن 65% من المتعلمين يمثلون النمط البصري في التعلم، فتجذبهم
الألوان والرسومات والأشكال ويفضلون رؤية المعلومات، فهذه النسبة العالية لنمط
واحد يعطي مؤشرا بأهميته الكبيرة في توظيفها في التدريس توظيفا فاعلا، ولكن هل المتعلمين
بصريا لا يتعلمون بالسماع؟!
بالطبع
لا؛ فهم يتعلمون أيضا من خلال سماع شرح المعلم الشفوي وتوضيحاته المتكررة، ولكن
تثبت المعلومات عندما يقترن التعليم بوسائل مكتوبة جاذبة ومنظمة، فالمتعلمين
البصريين يحبون التنظيم، وترتيب المعلومات في أشكال ومخططات ورسومات توضيحية. وكيف
يكتشف المعلم المتعلمين ذو النمط السمعي؟
بالتأكيد
إنهم يتذكرون المعلومة من الوهلة الأولى لسماعها، ويمتلكون التحدث الشفوي
المعبِّر، فهم ذو حس مرهف، يتشتتون من الصوت العالي ولا يركزون، وأي صوت مفاجئ
يجذبهم ويثير انتباههم فيشغلهم عن التعلم، لذا جديرا بالذكر أن يمتلك المعلم نبرات
صوتية مختلفة، يستطيع بواسطتها جذب جميع
المتعلمين بمختلف أنماط التعلم، ولا يظل على نبرة صوت حادة من أول الحصة إلى آخرها
كما هو سائد، فهذا أمر مزعج لهؤلاء المتعلمين. وماذا عن النمط الحركي؟
إن
النمط الحركي يناسب جميع المتعلمين البصريين والسمعيين والحركيين، وخصوصا صغار
السن؛ فهم يملون من الجلوس على الكرسي لفترة طويلة، يحتاجون للحركة واللعب،
والمعلم الفطن يستغل هذه الحاجة للمتعلمين في تحقيق هدف من أهداف التعلم من خلال لعبة
تربوية مخطط لها لتحريك جميع المتعلمين بهدف التعلم والاستمتاع، فمثلا تشكيل
المكعبات والصلصال وقص الأوراق وتمثيل الأدوار، واستخدام الألعاب الشعبية وغيرها
بما يتناسب مع أهداف الدرس.
ومن
هنا نستنتج ضرورة توجه المعلم إلى التخطيط الذهني والكتابي لتنفيذ حصة متكاملة
الأركان، تتضمن الأنماط الثلاثة في التعلم: النمط البصري، والنمط السمعي، والنمط
الحركي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق